يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة

الحمد لله الذي هدانا للتوحيد وما كنا لنهتدي لو لا أن
هدانا الله واشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى
الله عليه وسلم أما بعد:

يقول الله تعالى يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة Frown

قل
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا
نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولو
اشهدوا بأنا مسلمون ).
هذه الآية الكريمة جردت التوحيد بكل أنواعه لله تعالى فبينت انه لا معبود
إلا الله جل في علاه ولا مشرع يشرع الأحكام الا رب الأرباب. وردت على كل
من قصر العبادة في الصلاة و الركوع فقط و جعل التحاكم إلى غير الله تعالى
.

إن هذا الفهم الضال و القاصر للعبادة و الذي يحصرها في المسجد خاصة شبيه
بما كان عليه النصارى حين حكموا بالقانون الروماني و تركوا الإنجيل و
قالوا:أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر و الله تعالى يقول يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة Frown

قل إن الأمر كله لله ) .
ولذالك لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الروم وهو يدرك صلى
الله عليه وسلم الشرك الذي وقع فيه الروم في حكم الله و تشريعه, أرسل
إليهم هذه الآية مبينا فيها حقيقة لا اله إلا الله .

روى البخاري عن ابن عباس في قصة الكتاب الذي أرسله النبي صلى الله عليه
وسلم إلى هرقل وفيه « بسم الله الرحمان الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل
عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فاني ادعوك بدعاية الإسلام
اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك إثم الاريسيين (قل يا
أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك
به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولو اشهدوا
بأنا مسلمون ) .
إذن فأول سؤال سيسأله هرقل بعد قراءته للكتاب: ما هو الإسلام ! فأحاله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآية الكريمة.

وهكذا لما اتبعت بعض هذه الأمة سنن من كان قبلهم و جعلوا التشريع لغير
الله تعالى واعتقد بعضهم أن القران لا علاقة له بالحكم ، وجب الرجوع إلى
الآية الكريمة لفهم حقيقة الدين وإخلاص التوحيد لرب العالمين، ومعرفة أن
الحكم لله تعالى وان التشريع صفة للخالق و لا يجوز للمخلوق الاتصاف بها
يقول تعالى ﴿ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ﴾.

فعقيدة الحكم وجب معرفتها في كل زمان ترك الناس فيه التحاكم إلى وحي الله
تعالى وشرائعه ولذلك تجد في القران ان يعقوب عليه السلام حين خرج أولاده
في سفر إلى بلاد مصر حيث الحكم فيها لغير الله ذكرهم بقوله ( إن الحكم لله
)وقد سارعلى ملته يوسف عليه السلام حين سأله الرجلان عن رؤيا هما فقال لهم
﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من
سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذالك الدين القيم ولكن
أكثر الناس لا يعلمون)، ولا اله اله الله .

وينكم

مشكــور

تقبل مروري على صفحتك الجميله